من
عجائب الدنيا السبع كانت تسمى فاروس Pharos ، موقعها كان على طرف شبه
جزيرة فاروس وهي المكان الحالي لقلعة قايتباي الشهيرة. تعتبر أول منارة في
العالم أقامها سوستراتوس في عهد بطليموس الثاني عام 280ق.م وترتفع 120
مترا،وكان الغرض من بنائها هدايه البحاره عند سواحل مصر فقد كان النور
المنبعث من النار الموضوعه في قاعده المنار ينعكس من المرايا النحاسيه كضوء
يتجه الي المناطق المحيطه بالمناره
الثابت تاريخياً أن منار
الإسكندرية، الذي كان من عجائب الدنيا السبع، قد أُنشئ عام 280 ق.م.،وقد
بدا تشييدها في عصر بطليموس الاول وانتهي بناوها في عصر بطليموس الثاني؛ و
قد بناه المعماري الأغريقي سوستراتوس؛ و كان طوله البالغ مائةً وعشرين
متراً يجعله أعلى بنايةً في عصره.وفي عام 880م قام ابن طولون بترميم
المناره،ثم رممت بعد ذلك في عام 980م ،وفي حوالي عام 1100م سقط الجزء
المثمن الشكل اثر زلزال عنيف ولم يبقي من المناره سوي الطابق الاول المربع
الشكل ،والذي اصبح بمثابه نقطه مراقبه وشيد فوقه جامع. و قد حدث زلزال 1303
في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فضرب شرق البحر المتوسط، و دمر
حصون الإسكندرية و أسوارها و منارها. و قد وصف المقريزي، في خططه، ما أصاب
المدينة من دمار، و ذكرَ أن الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير قد عمَّر
المنار، أي رمَّمه، في عام 703 هجرية. و بعد ذلك الزلزال المدمر بنصف قرن،
زار ابن بطوطة الإسكندرية، في رحلته الثانية في عام 1350 م وكتب يقول ( و
قصدتُ المنار، عند عودتي إلى بلاد المغرب، فوجدته قد استولى عليه الخراب،
بحيث لا يمكن دخوله و لا الصعود إليه )و كان الملك الناصر – رحمه الله –
شرع في بناء منار بإزائه، فعاقه الموت عن إتمامه". و يروي المؤرِّخ المصري
ابن إياس، أنه عندما زار السلطان الأشرف قايتباي الإسكندرية، في عام 1477،
أمر أن يُبنى مكان المنار قلعه وهي قلعه قايتباي
و من الطريف، أن اسم
جزيرة فاروس – Pharos – أصبح عَلَماً على اصطلاح منار، أو فنار، في اللغات
الأوربية، واشتُقَّت منه كلمة فارولوجي –Pharology - - للدلالة على علم
الفنارات.
طريقة عمل الفنار
لم يعرف أحد، يقيناً، كيف كان
المنار، أو الفنار يعمل و قد ظهرت بعض الاجتهادات، لم يستقر الخبراء وعلماء
التاريخ على أيٍ منها. و ثمَّة وصفٌ لمرآة ضخمة كاسرة للآشعة في قمة
الفنار، كانت تتيح رؤية السفن القادمة قبل أن تتمكن العين المجرَّدة من
رصدها.
و قد كتب الرحَّالة العربي القديم ابن جبير، أنَّ ضوء الفنار
كان يُرى من على بُعد 70 ميلاً في البحر. و هناك رواية تُفيد بأن مرآة
الفنار، و كانت إحدى الإنجازات التقانية الفائقة في عصرها، قد سقطت و
تحطَّمت في عام 700 م.، ولم تُستبدل بغيرها؛ وفقد الفنار صفته الوظيفية منذ
ذلك الوقت، و قبل أن يدمِّره الزلزال تماماً.
و يُقال أن الصعود إلى
الفنار، و النزول منه، كان يتم عن طريق منحدر حلزوني؛ أما الوقود، فكان
يُرفعُ إلى مكان الفانوس في الطابق الأخير بواسطة نظام هيدروليكي. و قد وصف
فورستر طريقة أخرى لرفع الوقود – الخشب – إلى موقع الفانوس، فذكرَ أن
صفَّاً طويلاً من الحمير كان في حركة دائبة لا يتوقف ليلاً أو نهاراً،
صعوداً ونزولاً عبر المنحدر الحلزوني، تحمل الوقود الخشبي على ظهورها!.
و
في مُفتتح القرن العشرين، قدَّم الأثري والمعماري الألماني هرمان ثيرش
نموذجاً للفنار، في هيئة أقرب إلى نُصُب تذكاري، يرتفع كبرج فخم مكوَّن من
ثلاثين طابقاً، ويحتوي على 300 غرفة.
إن فريق الباحثين الأثريين،
العاملين بموقع قايتباي، يسعون للحصول على كتل حجرية تنتمي لأنقاض الفنار
القديم؛ وهم يعرفون أن واجهته كانت تحمل لوحةً تذكارية، منحوتة بحروف
يونانية ضخمة، فإذا وجدوا تلك اللوحة، أو جزءاً منها، تأكد للجميع أن الكتل
الحجرية الضخمة، الغارقة بالموقع، هي أنقاض الفنار.
إن بعض علماء
التاريخ يشكك في أن الفنار القديم هو مصدر هذه الكتل، ويعتقد أنها مجرَّد
صخور كانت تُلقى إلى الماء، في العصور الوسطى، فإن جان – إيف إمبرور لا
يزال متمسِّكاً باعتقاده أن بين هذه الأنقاض الغارقة قطعاً من جسم الفنار،
سقطت في المياه عندما تحطَّم ذلك البرج الضخم، بفعل الزلزال. و لكي يؤكد
هذه الاحتمالات، يحاول جان-إيف أن يتتبَّع كل الدلائل و الإشارات التاريخية
حول حجم و هيئة ذلك المبنى الغامض
يتبع
عجائب الدنيا السبع كانت تسمى فاروس Pharos ، موقعها كان على طرف شبه
جزيرة فاروس وهي المكان الحالي لقلعة قايتباي الشهيرة. تعتبر أول منارة في
العالم أقامها سوستراتوس في عهد بطليموس الثاني عام 280ق.م وترتفع 120
مترا،وكان الغرض من بنائها هدايه البحاره عند سواحل مصر فقد كان النور
المنبعث من النار الموضوعه في قاعده المنار ينعكس من المرايا النحاسيه كضوء
يتجه الي المناطق المحيطه بالمناره
الثابت تاريخياً أن منار
الإسكندرية، الذي كان من عجائب الدنيا السبع، قد أُنشئ عام 280 ق.م.،وقد
بدا تشييدها في عصر بطليموس الاول وانتهي بناوها في عصر بطليموس الثاني؛ و
قد بناه المعماري الأغريقي سوستراتوس؛ و كان طوله البالغ مائةً وعشرين
متراً يجعله أعلى بنايةً في عصره.وفي عام 880م قام ابن طولون بترميم
المناره،ثم رممت بعد ذلك في عام 980م ،وفي حوالي عام 1100م سقط الجزء
المثمن الشكل اثر زلزال عنيف ولم يبقي من المناره سوي الطابق الاول المربع
الشكل ،والذي اصبح بمثابه نقطه مراقبه وشيد فوقه جامع. و قد حدث زلزال 1303
في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فضرب شرق البحر المتوسط، و دمر
حصون الإسكندرية و أسوارها و منارها. و قد وصف المقريزي، في خططه، ما أصاب
المدينة من دمار، و ذكرَ أن الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير قد عمَّر
المنار، أي رمَّمه، في عام 703 هجرية. و بعد ذلك الزلزال المدمر بنصف قرن،
زار ابن بطوطة الإسكندرية، في رحلته الثانية في عام 1350 م وكتب يقول ( و
قصدتُ المنار، عند عودتي إلى بلاد المغرب، فوجدته قد استولى عليه الخراب،
بحيث لا يمكن دخوله و لا الصعود إليه )و كان الملك الناصر – رحمه الله –
شرع في بناء منار بإزائه، فعاقه الموت عن إتمامه". و يروي المؤرِّخ المصري
ابن إياس، أنه عندما زار السلطان الأشرف قايتباي الإسكندرية، في عام 1477،
أمر أن يُبنى مكان المنار قلعه وهي قلعه قايتباي
و من الطريف، أن اسم
جزيرة فاروس – Pharos – أصبح عَلَماً على اصطلاح منار، أو فنار، في اللغات
الأوربية، واشتُقَّت منه كلمة فارولوجي –Pharology - - للدلالة على علم
الفنارات.
طريقة عمل الفنار
لم يعرف أحد، يقيناً، كيف كان
المنار، أو الفنار يعمل و قد ظهرت بعض الاجتهادات، لم يستقر الخبراء وعلماء
التاريخ على أيٍ منها. و ثمَّة وصفٌ لمرآة ضخمة كاسرة للآشعة في قمة
الفنار، كانت تتيح رؤية السفن القادمة قبل أن تتمكن العين المجرَّدة من
رصدها.
و قد كتب الرحَّالة العربي القديم ابن جبير، أنَّ ضوء الفنار
كان يُرى من على بُعد 70 ميلاً في البحر. و هناك رواية تُفيد بأن مرآة
الفنار، و كانت إحدى الإنجازات التقانية الفائقة في عصرها، قد سقطت و
تحطَّمت في عام 700 م.، ولم تُستبدل بغيرها؛ وفقد الفنار صفته الوظيفية منذ
ذلك الوقت، و قبل أن يدمِّره الزلزال تماماً.
و يُقال أن الصعود إلى
الفنار، و النزول منه، كان يتم عن طريق منحدر حلزوني؛ أما الوقود، فكان
يُرفعُ إلى مكان الفانوس في الطابق الأخير بواسطة نظام هيدروليكي. و قد وصف
فورستر طريقة أخرى لرفع الوقود – الخشب – إلى موقع الفانوس، فذكرَ أن
صفَّاً طويلاً من الحمير كان في حركة دائبة لا يتوقف ليلاً أو نهاراً،
صعوداً ونزولاً عبر المنحدر الحلزوني، تحمل الوقود الخشبي على ظهورها!.
و
في مُفتتح القرن العشرين، قدَّم الأثري والمعماري الألماني هرمان ثيرش
نموذجاً للفنار، في هيئة أقرب إلى نُصُب تذكاري، يرتفع كبرج فخم مكوَّن من
ثلاثين طابقاً، ويحتوي على 300 غرفة.
إن فريق الباحثين الأثريين،
العاملين بموقع قايتباي، يسعون للحصول على كتل حجرية تنتمي لأنقاض الفنار
القديم؛ وهم يعرفون أن واجهته كانت تحمل لوحةً تذكارية، منحوتة بحروف
يونانية ضخمة، فإذا وجدوا تلك اللوحة، أو جزءاً منها، تأكد للجميع أن الكتل
الحجرية الضخمة، الغارقة بالموقع، هي أنقاض الفنار.
إن بعض علماء
التاريخ يشكك في أن الفنار القديم هو مصدر هذه الكتل، ويعتقد أنها مجرَّد
صخور كانت تُلقى إلى الماء، في العصور الوسطى، فإن جان – إيف إمبرور لا
يزال متمسِّكاً باعتقاده أن بين هذه الأنقاض الغارقة قطعاً من جسم الفنار،
سقطت في المياه عندما تحطَّم ذلك البرج الضخم، بفعل الزلزال. و لكي يؤكد
هذه الاحتمالات، يحاول جان-إيف أن يتتبَّع كل الدلائل و الإشارات التاريخية
حول حجم و هيئة ذلك المبنى الغامض
يتبع